آخر التعليقات

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

كريستيانو و كرته الذهبية

زادت الأخبار مؤخراً عن كريستيانو رونالدو، مرة بسبب مورينيو وأنشيلوتي، وأخرى بسبب إنسانيته وقلبه “الحنين”، وثالثة بسبب شقيقته الفنانة كاتيا.. ورابعة بسبب مشجع اقتحم الملعب ليتهامس معه!
موضوع مورينيو انتهينا منه، واتضحت المسألة، ومن لا يستطيع أن يرى حقيقة أن مورينيو لم يسخر من “رونالدو المقلد” وهي بهذا الوضوح، فلا أمل يرجى منه، وكما يقول الشاعر “لقد أسمعت لو ناديت حياً.. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”!
لنذهب إلى شقيقة كريستيانو الفنانة كاتيا أفييرو، وأغنيتها الجديدة “لا توقف البوم بوم بوم”! قرأت الخبر في موقعنا، ولم يعجبني! أقصد أنه لم يعجبني لعدم اهتمام المحرر فيه، كونه لم يضع رابط الفيديو كليب ليتسنى لمن يريد مشاهدته أن يفعل، قلت في نفسي: “ما هذا الاستسهال.. صحافيين آخر زمن”!
دخلت إلى الانترنت وبحثت، ووجدت الأغنية، وعلمت بسرعة سبب عدم وضع رابط الفيديو في الخبر! فالأغنية مصورة على الشاطئ، وعلى الشاطئ الناس يكونون “لابسين من غير هدوم”! شعرت بتأنيب الضمير وأنا أتابع الفيديو، لأني شككت في كفاءة زميلي! عموماً، لا شأن لنا في الفيديو بالطبع، والله يستر علينا جميعاً، لكن الأغنية جميلة بإيقاع راقص تناسب أجواء الديسكو، رغم أني لا أعرف كيف تكون أجواء الديسكو بالتحديد!
نأتي للجانب الإنساني، وأذكر هنا مقال للكاتب الكبير والشهير والخطير محمد عواد قبل سنة تقريباً، لام فيه ريال مدريد وفريق عمل كريستيانو والمقربين منه لعدم إبراز صورة كريستيانو إنسانياً، كما يحدث مع ميسي! ونلاحظ الآن أن الأمر تغير، وأصبحت أخبار كريستيانو الإنسانية أكثر، وقلت أخبار “عنجهيته” مع الجماهير وفضائحه مع النساء، واستطاع التفوق على ميسي صاحب الأيادي البيضاء! فمرة يحتضن مشجع اقتحم الملعب ويتهامس معه! وأخرى يهدي ثلاثين كمبيوتر لموظفي النادي، لا أعلم مع خط انترنت أم لا! وكان كريستيانو قد تفوق على ميسي في مسألة أهم، معركة مفصلية سيكون لها تأثير في المستقبل القريب والبعيد.. معركة الكنتاكي!
لذلك لن نستغرب إن فاز كريستيانو بجائزة الكرة الذهبية، فالمسألة مسألة “سمعة”! وسمعة اللاعب مثل عود الكبريت! ميسي لن يفوز بها، لأنه لم يحقق إلا الدوري، وهو يعاني من فضائح منوعة حاليا! بالبطع ريبيري لا يستحقها، فهو لم يحقق إلا ثلاثية! والثلاثية ليست بالشيء الكثير في عمر الأندية والشعوب! إذاً لم يبق إلا كريستيانو، صحيح أنه لم يفز بشيء يستحق الذكر، لكنه اللاعب الأكثر تكاملاً كما يقولون، كما أنه صاحب القلب الكبير.. ويكفي جداً أنه لم يعد يرفع للآخرين إصبعه الوسطى! وهي الإصبع التي لا ترفع لغرض شريف عادة!
نصل إلى أنشيلوتي الذي قال عن رونالدو الجديد: “يحتاج للعب في المركز الذي يرغب هو فيه.. هو من عليه اختيار مركزه في الملعب”! طبعاً أكيد، هذا لا يحتاج إلى كلام، وبإمكانه أن يضع التشكيلة أيضاً! وهذا ليس عيب، فيجب أن يكون مرتاحاً لطريقة اللعب، ليستطيع أن يبدع! وبإمكانه أن يقيل المدرب، إن شعر برغبة لفعل ذلك من باب التغيير!
كريستيانو أثبت أمر أهم، حين لم يرد على تصريحات مورينيو مرتين، الأولى حين قال مورينيو إن رونالدو البرازيلي هو “رونالدو الحقيقي”! والثانية حين وصفه بأنه “يعتقد أنه يعرف كل شيء”، أو كما نقولها نحن: يعتقد أنه “أبوالعريف”!
كريستيانو لم يطلق تصريحات مثيرة ولم يتهور، وهذا يعني أحد أمرين: إما أنه صار لاعباً رصيناً! أو أنه خاف “يتعور”! وفي الحالتين يكون أمام الناس لاعباً ذو أخلاق ومبادئ وقيم.. وكما نعلم، هكذا تفوز بالجوائز!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.

0 التعليقات :